منتديات الشهاب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    طفل ينقذ جده بذكائه

    charmed
    charmed
    وسام النشاط
    وسام النشاط


    عدد المساهمات : 1087
    نقاط : 12800
    السمعة : 23
    تاريخ التسجيل : 11/05/2009

    طفل ينقذ جده بذكائه Empty طفل ينقذ جده بذكائه

    مُساهمة من طرف charmed الجمعة مايو 15, 2009 12:47 am

    حمد صبي في العاشرة من عمره ، يعيش مع أمه و أبيه و جده في منزل كبيرحياة سعيدة هنيئة ، كان صبيا مجتهدا في دراسته ، محبا لأسرته ، مطيعا للكبارحريصا على الصلاة في أوقاتها ، و كان يحب جده العجوز كثيرا و يقضي معه معظم وقته ، يتجاذبان أطراف الحديث و يتسامران و يتضاحكان .في أحد الأيام بعد أن انتهى حمد في واجباته المنزلية ، و أنهى جميع ما عليه من دروس ، ذهب كعادته إلى غرفة جده و سلم عليه و جلس معه يحدثه عماتعلمه في المدرسة من أمور ..دخل والد حمد على والده و ابنه الدار و ألقى التحية عليهما ثم جلس نائيا و التزمالصمت لبرهة قصيرة و كأن أمرا ما يشغل باله ، سأله أبوه برفق :ما بك يا ولدي تبدو منشغل البال .. هل هناك ما تود أن تخبرني به ؟رد أبو حمد : الحقيقة يا أبي أنني أراك وحيدا طوال الوقت .. و أخشى أن تسبب لك هذه العزلة الحزن و الاكتئاب ، فلماذا لا تحاول أن تكون بعض الصداقات مع غيرك ؟استغرب كلا من الجد و حمد من هذا السؤال ، فهذه هي المرة الأولى التييطرح فيها هذا الموضوع .قال الجد : ماذا تحاول أن تقول يا بني ؟رد أبو حمد : لقد أخبرني أصحابي عن دار يجتمع فيها الكثير من الشيوخ و الرجال للسمر و تكوين الصداقات و الترويح عن النفس بالأحاديث اللطيفة فما رأيك لو ذهبنا غدا إلى هناك ؟بدا الأمر لحمد غريبا مثيرا للشك ، فهو لم يسمع بهذه الدار من قبل ، إلا أن جده أبدى حماسة شديدة لهذا الأمر الذي بدا لهو مشوقا و مثيرا ..قال الجد و الحماسة تلمع في عينيه : خذني إليها غدا يا ولدي إن استطعت .ابتسم أبو حمد ابتسامة غريبة و قال : حسنا .. ليكن !و لكن حمد .. ما زال مرتابا بخصوص هذه الدار .. فلماذا يكون سرها يا ترى ؟قال حمد لأبيه : هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟تجهم وجه الأب و قال : لا يمكنك أن تأتي معنا ، الأفضل أن تباشر دروسك ..تدخل الجد بمرح كعادته قائلا : يمكنك أن تأتي معنا يا صغيري حمد إذا أنهيتدروسك باكرا . و هكذا كان .. حرص حمد على أن ينهي واجباته و دروسه بسرعة ،و عندما حان موعد الانطلاق كان أكثرهم استعدادا و فضولا لكسف سر " الدار " التي تحدث عنها والده .و ركب ثلاثتهم السيارة و انطلقوا في طريقهم ، كان الجد منتشيا مسرورا ، و كان حمد متوجسا متشككا يكاد الفضول يقتله ، في حين كان الأب – و يا للعجب – متوترا عصبيا منزعجا .. ترى ما السبب ؟كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جدا ، و لكنهم وصلوا أخيرا ..و فعلا ، رأى حمد الدار التي تحدث عنها والده ، و كان فيها الكثير من الشيوخو العجائز الذين سرعان ما وجد الجد مكانا بينهم ، و كانت هناك لائحة كبيرة معلقة على باب الدار كتب عليها بخط أسود عريض (( دار العجزة و المسنين )) !!دهش حمد مما رآه ، هل كان والده يقصد التخلص من الجد العجوز بنقله إلى دار العجزة ؟ هل يعقل ذلك ؟ لماذا يتخلى الإبن عن أبيه الذي لم يتخلى عنه قط ؟تساؤلات حائرة ثارت في عقل حمد الذي تملكه القلق الشديد و الخوف على جده المسكين ، أما بالنسبة للأب فما إن رأى أن الجد قد استقر في مكانه و انغمس في الحديث مع غيره حتى شد حمد من يده و غادر الدار .. !أدرك حمد أن والده يريد التخلص من الجد العجوز ، و سرعان ما فكر بطريقة ذكية لإنقاذ جده .. و لكن الوقت لا يسعفه ، فسرعان ما انطلقت السيارة به و بوالده تشق طريقها قافلة إلى المنزل .كان الأب متوترا و كأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنه الذي بادر و سأله :- أبي .. أين جدي ؟- تركناه في الدار .- لماذا ؟- لأنها مكان الكبار .لزم حمد الصمت لبرهة ثم قال : أبي .. ما اسم هذا الشارع ؟رد الأب بضجر : شارع (السعادة) .- و ما اسم هذه المنطقة ؟- منطقة ( الشهيد )- و ما اسم ..قاطعه الأب بحدة و ضجر و صرخ فيه : أما من نهاية لهذه الأسئلة المزعجة ! لماذا تسأل عن هذه الأمور ؟!رد حمد بهدوء و دهاء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما أحضرت جدي ، أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟أصيب الأب بذهول مفرط حتى أنه عجز عن قيادة السيارة و أوقفها جانب الطريق و راح يحدق في ابنه بدهشة و بلسان معقود لا يدري ماذا يقول ..و فوجئ حمد بأبيه يغطي وجهه بكفيه و يبكي ندما و هو يردد " سامحني يا أبي ! "جزع حمد من بكاء أبيه و لكنه أدرك أنه ندم على تخليه عن أبيه في كبره و إلقائه في دار العجزة ، وضع حمد يده على كتف أبيه و قال : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي و نأخذه معنا إلى البيت .و لم يملك الأب أمام براءة حمد و نقاء قلبه و بره بجده إلا أن ينفذ ما طلبه ، عاد الأب و قبل يد والده ندما – و إن كان الجد لا يعرف سببا لذلك !المهم فقط ، أن أبا حمد قد تعلم شيئا من ابنه الذكي ذو العشرة أعوام ، و هو وجوب البر و الوفاء للآباء ..قال تعالى " و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "تحياتي لكم..
    الرومنسية
    الرومنسية
    نجمة المنتدى
    نجمة المنتدى


    عدد المساهمات : 290
    نقاط : 11331
    السمعة : 23
    تاريخ التسجيل : 07/05/2009
    العمر : 32

    طفل ينقذ جده بذكائه Empty رد: طفل ينقذ جده بذكائه

    مُساهمة من طرف الرومنسية الثلاثاء مايو 19, 2009 1:44 pm

    السلام عليكم
    شكرا روان على هذه القصة المؤثرة والمفيدة في نفس الوقت
    مشكككككككووووووورة يا محبوبتي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 5:32 pm