منتديات الشهاب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    الخير والوفاء والعفو... قصة جميلة لسيدنا

    twilight
    twilight
    مهم
    مهم


    عدد المساهمات : 134
    نقاط : 11154
    السمعة : 7
    تاريخ التسجيل : 07/06/2009
    العمر : 30

    الخير والوفاء والعفو... قصة جميلة لسيدنا Empty الخير والوفاء والعفو... قصة جميلة لسيدنا

    مُساهمة من طرف twilight الخميس يونيو 25, 2009 12:23 pm

    اتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
    قال عمر: ما هذا
    ‏قالوا : يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا
    ‏قال عمر: أقتلت أباهم ؟
    ‏قال الرجل: نعم قتلته !
    ‏قال عمر: كيف قتلتَه ؟
    ‏قال الرجل: دخل بجمله في أرضي، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً، وقع على رأسه فمات...
    ‏قال عمر: القصاص... ‏الإعدام.. قرار لم يكتب... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة شريفة؟ هل هو من أسرة قوية؟ ‏ما مركزه في المجتمع؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه...
    ‏قال الرجل: يا أميرالمؤمنين: أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني، ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

    قال عمر: من يكفلك أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ؟ فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه، ولا خيمته، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله، فكيف يكفلونه، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض، ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف..
    ‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله؟ ومن يشفع عنده؟ ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه؟ فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه ‏وقع في حيرة، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة، فيضيع دم المقتول، وسكت الناس، ونكّس عمر ‏رأسه، والتفت إلى الشابين:
    أتعفوان عنه ؟
    ‏قالا الشابين: لا، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
    ‏قال عمر: من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
    ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده، وصدقه، وقال: يا أمير المؤمنين، أنا أكفله
    ‏قال عمر: هو قَتْل،
    قال أبو ذر الغفاريّ: ولو كان قاتلا!
    ‏قال عمر: أتعرفه ؟
    قال أبو ذر الغفاريّ: ما أعرفه؟
    قال عمر: كيف تكفله؟
    ‏ قال أبو ذر الغفاريّ: رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لا يكذب، وسيأتي إن شاء ‏الله
    ‏قال عمر: يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
    ‏ قال أبو ذر الغفاريّ: الله المستعان يا أمير المؤمنين...
    فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل...
    ‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد، يَعُدّ الأيام عدا، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابان، واجتمع الناس، وأتى أبو ‏ذر وجلس أمام عمر،
    قال عمر: أين الرجل ؟
    قال أبو ذر الغفاريّ: ما أدري يا أمير المؤمنين! وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت‏الصحابة واجمين، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله. صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة، لكن هذا منهج، لكن هذه أحكام ربانية، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان... وقبل الغروب بلحظات، وإذا بالرجل يأتي، فكبّر عمر، وكبّر المسلمون ‏معه
    ‏قال عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!
    ‏قال الرجل: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل..
    وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
    فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
    قال أبو ذر الغفاريّ: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
    ‏فوقف عمر وقال للشابين: ماذا تريان؟
    ‏قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
    ‏قال عمر: الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته...
    ‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك...
    ‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك...
    ‏قال أحد المحدثين: والذي نفسي بيده، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.
    نسمة حب
    نسمة حب
    محرك المنتدى
    محرك المنتدى


    عدد المساهمات : 315
    نقاط : 11456
    السمعة : 30
    تاريخ التسجيل : 15/05/2009
    العمر : 31

    الخير والوفاء والعفو... قصة جميلة لسيدنا Empty رد: الخير والوفاء والعفو... قصة جميلة لسيدنا

    مُساهمة من طرف نسمة حب الخميس يونيو 25, 2009 8:30 pm

    قصة جميلة تعكس مدى تمسك المسلمين الاوائل بتعاليم ديننا الحنيف وليت كنا مثلهم
    براءة
    براءة
    وسام النشاط
    وسام النشاط


    عدد المساهمات : 805
    نقاط : 12009
    السمعة : 17
    تاريخ التسجيل : 09/05/2009

    الخير والوفاء والعفو... قصة جميلة لسيدنا Empty رد: الخير والوفاء والعفو... قصة جميلة لسيدنا

    مُساهمة من طرف براءة الخميس يونيو 25, 2009 10:44 pm

    السلام عليكم

    جزاك الله خيرا على القصة
    فعلا أكثر من رائعة
    ندعو الله أن يكون فينا مثل أبي ذر الغفاري

    Smile Smile bebe

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 10:27 am