فوائد الصيام
للصيام فوائد كثيرة من الناحيتين المادية والروحية
1. فالصوم طاعة لله تعالى :
يثاب ليها المؤمن ثواباً مفتوحاً لا حدود له، لأنه لله سبحانه وتعالى. وكرم الله واسع، وينال بها رضوان الله، واستحقاق دخول الجنان من باب خاص أُعِدَّ للصائمين يقال له " الريَّان " أي من الري وهو ضد العطش.
روى البخاري ومسلم والترمذي .
عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إنَّ في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحدٌ غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد "، انظر الترغيب والترهيب8/2رقم1430.
2. البعد عن المعصية :
والصائم يبعد نفسه عن عذاب الله تعالى بسبب ما قد يرتكبه من معاصي فهو كفارة للذنوب من عام لآخر، روى الإمام مسلم والترمذي وأحمد وابن حبان في صحيحه : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر، انظر الترغيب والترهيب 1/308رقم 515،541-رقم:1016.
وبالطاعة يستقيم أمر المؤمن على الحق الذي شرعه الله عز وجل وذلك لأن الصوم يحقق التقوى التي هي امتثال الأوامر الإلهية واجتناب النواهي.
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)،
3. الصوم مدرسة خلقية :
الصوم مدرسة خلقية كبرى يتدرب فيها المؤمن على خصال كثيرة منها :
أ - فهو جهاد للنفس ، ومقاومة للأهواء ونزغات الشيطان التي قد تلوح له.
ب – وتعود به الإنسان خلق الصبر على ما قد يحرم منه، وعلى الأهوال والشدائد التي قد يتعرض لها، إذ يجد الطعام الشهي يطهى أمامه والروائح تهيج عصارات معدته، والماء العذب البارد يترقرق في ناظريه فيمتنع منه منتظراً وقت الإذن الرباني لتناوله.
جـ - والصوم يعلم الأمانة ومراقبة الله تعالى في السر والعلن إذ لا رقيب على الصائم في امتناعه عن الطيبات إلاَّ الله وحده.
د – والصوم يقوي الإرادة ويشحذ العزيمة، ويعلم الصبر ، ويساعد على صفاء الذهن ، واتِّقاد الفكر، وإلهام الآراء الثاقبة إذا تخطىَّ الصائم مرحلة الاسترخاء، وتناسى ما قد يطرأ له من عوارض الارتخاء والفتور أحياناً، قال لقمان لابنه : يا بني ، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة و خرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة.
هـ - والصوم يعلم النظام والإنضباط لأنه يجبر الصائم على تناول الطعام والشراب في الوقت المحدد وموعد معين.
و – والصوم يشعر بوحدة المسلمين الحسية في المشارق والمغارب، فهم جميعاً يصومون ويفطرون في وقتٍ واحد لأن ربهم واحد وعبادتهم موحدة.
ز – عاطفة الرحمة والأخوة، والشعور برابطة التضامن والتعاون التي تربط المسلمين فيما بينهم، فيدفعه إحساسه بالجوع والحاجة مثلاً إلى صلة الآخرين، والمساهمة في القضاء على غائلة الفقر والجوع والمرض، وتتقوى أواصر الروابط الاجتماعية بين الناس ويتعاون الكل في معالجة الحالات المرضية في المجتمع.
فوائد صحية :
والصوم فعلاً يجدد حياة الإنسان بتجدد الخلايا وطرح ما شاخ منها وإراحة المعدة وجهاز الهضم ، وحمية الجسد ، والتخلص من الفضلات المترسبة والأطعمة غير المهضومة و العفونات أو الرطوبات التي تتركها الأطعمة والأشربة ، يقول طبيب العرب : الحرث بن كلدة : " المعدة بيت الداء، والحميدة رأس كل دواء والصيام جهاد للنفس وتخليصها مما علق بها من شوائب الدنيا وآثامها وكسر حدة الشهوة والأهواء وتهذيبها وضبطها في طعامها وشرابها بدليل : قول النبي صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فهو له وجاء " رواه الجماعة عن ابن مسعود وانظر : نيل الأوطار للشوكاني6/99والباءة مؤن وتكاليف الزواج و الوجاء : أي يضعف شهوة النكاح، وقال العلامة الكمال بن الهمام :- رحمه الله –
( والصوم ثالث أركان الإسلام بعد لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله والصلاة. شرعه سبحانه لفوائد أعظمها كونه موجباً أشياء منها سكون النفس الأمارة وكسر سورتها الفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين واللسان والأذن والفرج فإن به تضعف حركتها في محسوساتها، ولذا قيل إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء وإذا شبعت جاعت كلها )
ومنها : كونه موجباً للرحمة والعطف على المساكين ، فإنه لما ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات ، ذكر من هذا حاله في عموم الأوقات تتسارع إليه الرقة عليه فينال بذلك ما عند الله تعالى من حسن الجزاء ومنها موافقة الفقراء بتحمل ما يتحملون أحياناً، وفي ذلك رفع حاله عند الله تعالى.
وقال في الإيضاح : اعلم أن الصوم من أعظم أركان الدين وأوثق قوانين الشرع المتين به قهر النفس الأمارة بالسوء، وإنه مركب من أعمال القلب ومن المنع عن المآكل والمشارب والمناكح عامة يومه، وهو أجمل الخصال غير أنه أشق التكاليف على النفوس،
وقد مدحه الله بآية ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ... وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ .... )(الأحزاب: من الآية35)، وفي الجملة فالصيام مدرسة تربوية محددة من حيث الهدف العام والبرنامج والنتيجة.
الهدف منه : لعلكم تتقون، والزمن : أياماً معدودات، والبرنامج : طائفة مباركة من الأعمال الصالحة ليلاً ونهاراً، والنتيجة : تخريج دفعة مؤمنة برسالة ربها للنهوض بالواجبات الملقاة على عاتقها ابتغاء مرضاة الله والخروج من تبعة المسئولية بين يديه سبحانه يوم العرض عليه، نسأل الله الهداية والتوفيق، وأن يجعلنا من عتقاء شهر رمضان.
للصيام فوائد كثيرة من الناحيتين المادية والروحية
1. فالصوم طاعة لله تعالى :
يثاب ليها المؤمن ثواباً مفتوحاً لا حدود له، لأنه لله سبحانه وتعالى. وكرم الله واسع، وينال بها رضوان الله، واستحقاق دخول الجنان من باب خاص أُعِدَّ للصائمين يقال له " الريَّان " أي من الري وهو ضد العطش.
روى البخاري ومسلم والترمذي .
عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إنَّ في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحدٌ غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد "، انظر الترغيب والترهيب8/2رقم1430.
2. البعد عن المعصية :
والصائم يبعد نفسه عن عذاب الله تعالى بسبب ما قد يرتكبه من معاصي فهو كفارة للذنوب من عام لآخر، روى الإمام مسلم والترمذي وأحمد وابن حبان في صحيحه : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر، انظر الترغيب والترهيب 1/308رقم 515،541-رقم:1016.
وبالطاعة يستقيم أمر المؤمن على الحق الذي شرعه الله عز وجل وذلك لأن الصوم يحقق التقوى التي هي امتثال الأوامر الإلهية واجتناب النواهي.
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)،
3. الصوم مدرسة خلقية :
الصوم مدرسة خلقية كبرى يتدرب فيها المؤمن على خصال كثيرة منها :
أ - فهو جهاد للنفس ، ومقاومة للأهواء ونزغات الشيطان التي قد تلوح له.
ب – وتعود به الإنسان خلق الصبر على ما قد يحرم منه، وعلى الأهوال والشدائد التي قد يتعرض لها، إذ يجد الطعام الشهي يطهى أمامه والروائح تهيج عصارات معدته، والماء العذب البارد يترقرق في ناظريه فيمتنع منه منتظراً وقت الإذن الرباني لتناوله.
جـ - والصوم يعلم الأمانة ومراقبة الله تعالى في السر والعلن إذ لا رقيب على الصائم في امتناعه عن الطيبات إلاَّ الله وحده.
د – والصوم يقوي الإرادة ويشحذ العزيمة، ويعلم الصبر ، ويساعد على صفاء الذهن ، واتِّقاد الفكر، وإلهام الآراء الثاقبة إذا تخطىَّ الصائم مرحلة الاسترخاء، وتناسى ما قد يطرأ له من عوارض الارتخاء والفتور أحياناً، قال لقمان لابنه : يا بني ، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة و خرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة.
هـ - والصوم يعلم النظام والإنضباط لأنه يجبر الصائم على تناول الطعام والشراب في الوقت المحدد وموعد معين.
و – والصوم يشعر بوحدة المسلمين الحسية في المشارق والمغارب، فهم جميعاً يصومون ويفطرون في وقتٍ واحد لأن ربهم واحد وعبادتهم موحدة.
ز – عاطفة الرحمة والأخوة، والشعور برابطة التضامن والتعاون التي تربط المسلمين فيما بينهم، فيدفعه إحساسه بالجوع والحاجة مثلاً إلى صلة الآخرين، والمساهمة في القضاء على غائلة الفقر والجوع والمرض، وتتقوى أواصر الروابط الاجتماعية بين الناس ويتعاون الكل في معالجة الحالات المرضية في المجتمع.
فوائد صحية :
والصوم فعلاً يجدد حياة الإنسان بتجدد الخلايا وطرح ما شاخ منها وإراحة المعدة وجهاز الهضم ، وحمية الجسد ، والتخلص من الفضلات المترسبة والأطعمة غير المهضومة و العفونات أو الرطوبات التي تتركها الأطعمة والأشربة ، يقول طبيب العرب : الحرث بن كلدة : " المعدة بيت الداء، والحميدة رأس كل دواء والصيام جهاد للنفس وتخليصها مما علق بها من شوائب الدنيا وآثامها وكسر حدة الشهوة والأهواء وتهذيبها وضبطها في طعامها وشرابها بدليل : قول النبي صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فهو له وجاء " رواه الجماعة عن ابن مسعود وانظر : نيل الأوطار للشوكاني6/99والباءة مؤن وتكاليف الزواج و الوجاء : أي يضعف شهوة النكاح، وقال العلامة الكمال بن الهمام :- رحمه الله –
( والصوم ثالث أركان الإسلام بعد لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله والصلاة. شرعه سبحانه لفوائد أعظمها كونه موجباً أشياء منها سكون النفس الأمارة وكسر سورتها الفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين واللسان والأذن والفرج فإن به تضعف حركتها في محسوساتها، ولذا قيل إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء وإذا شبعت جاعت كلها )
ومنها : كونه موجباً للرحمة والعطف على المساكين ، فإنه لما ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات ، ذكر من هذا حاله في عموم الأوقات تتسارع إليه الرقة عليه فينال بذلك ما عند الله تعالى من حسن الجزاء ومنها موافقة الفقراء بتحمل ما يتحملون أحياناً، وفي ذلك رفع حاله عند الله تعالى.
وقال في الإيضاح : اعلم أن الصوم من أعظم أركان الدين وأوثق قوانين الشرع المتين به قهر النفس الأمارة بالسوء، وإنه مركب من أعمال القلب ومن المنع عن المآكل والمشارب والمناكح عامة يومه، وهو أجمل الخصال غير أنه أشق التكاليف على النفوس،
وقد مدحه الله بآية ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ... وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ .... )(الأحزاب: من الآية35)، وفي الجملة فالصيام مدرسة تربوية محددة من حيث الهدف العام والبرنامج والنتيجة.
الهدف منه : لعلكم تتقون، والزمن : أياماً معدودات، والبرنامج : طائفة مباركة من الأعمال الصالحة ليلاً ونهاراً، والنتيجة : تخريج دفعة مؤمنة برسالة ربها للنهوض بالواجبات الملقاة على عاتقها ابتغاء مرضاة الله والخروج من تبعة المسئولية بين يديه سبحانه يوم العرض عليه، نسأل الله الهداية والتوفيق، وأن يجعلنا من عتقاء شهر رمضان.